أفرجت السلطات السعودية أمس، عن مئة معتقل من أصل 176 بينهم 15 امرأة، كانوا قد اعتقلوا يوم الجمعة الماضي لأنهم شاركوا في اعتصام أمام هيئة الادعاء العام في منطقة القصيم، وسط المملكة، وتحديداً في مدينة البريدة، مطالبين بإطلاق سراح معتقلين اسلاميين يقبعون في السجن دون محاكمات.
وقال المتحدث الإعلامي في شرطة القصيم العقيد فهد الهبدان، إنه «تم إطلاق سراح مئة شخص الثلاثاء (أول من امس) من أصل 176 شخصاً بينهم 15 امرأة أُوقفوا بداية الشهر الحالي»، مؤكّداً «استكمال اجراءات إطلاق سراح تسعة آخرين».

بدورها، أعلنت شرطة القصيم، وكبرى مدنها بريدة (400 كلم شمال الرياض)، ان «هناك 52 شخصا و15 امرأة يخضعون لاستكمال الاجراءات النظامية بحقهم».

واتهمت السلطات المعتصمين «بمحاولة تأليب الرأي العام باستغلال قضايا عدد من المدانين والمتهمين بجرائم ونشاطات الفئة الضالة» في إشارة الى تنظيم «القاعدة».

وكانت السلطات قداعلنت اعتقال عشرات المتظاهرين في منطقة القصيم، فجر الجمعة، بينهم عدد من النساء، أثناء وقفة احتجاجية امتدت لأكثر من 12 ساعة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة القصيم، قوله إنه «تم عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة، القبض على 161 شخصاً، يرافقهم 15 امرأة، وذلك بعد رفضهم الاستجابة لتعليمات ومحاولات رجال الأمن، لإنهاء تجمعهم غير النظامي» في مدينة بريدة.

وأضاف المتحدث أنه سيتم إحالة المقبوض عليهم للجهات المختصة، لإكمال الإجراءات النظامية بشأنهم، مشيراً إلى أنه تجري محاولات لتسليم ستة أطفال، كانوا برفقة المقبوض عليهم، لمن يتولى أمرهم من ذويهم.

وبدأت تجمعات نسائية بوتيرة يومية منذ نحو شهر في بريدة التي تعتبر معقل التشدد الديني في المملكة، للمطالبة بالإفراج عن معتقلين اسلاميين.

وتؤكد مصادر حقوقية سعودية أن هؤلاء «معتقلون سياسيون من التيار الديني المتشدد»، وأن غالبيتهم يقبع بالسجن من دون محاكمات او توجيه تهم اليهم.

وكانت وزارة الداخلية قد حذّرت في تشرين الأول الماضي المشاركين في تجمعات لإطلاق سراح محكومين أو موقوفين من «القاعدة»، مؤكدة عزم رجال الأمن على التعامل بحزم مع المخالفين.

ونددت بقيام «البعض باستغلال قضايا الموقوفين والمحكومين في جرائم الفئة الضالة وجعلها شأناً عاماً، وذلك بتنظيم تجمعات صغيرة لفترات زمنية محدودة في أماكن عامة ومختلفة للمطالبة بإطلاق سراح محكومين أو متهمين بارتكاب جرائم ارهابية».

وبدأت محكمة متخصصة للنظر في قضايا الإرهاب، في مطلع صيف 2011، بعقد جلسات محاكمة لخلايا عديدة تضم مئات المتهمين غالبيتهم من السعوديين.

(أ ف ب)